إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

16‏/02‏/2011

القحمة .. من يصلح نشازها ؟

آتى عليها ردحاً من الزمن كانت كل يوم تبكي رحيل مرفقاً حكومي أو فراق مبدع إنساني .. حتى أبيضت عيناها من الحزن واستوى مفرقها والشعر بياضاً .. وطار غرابها وتوكأت على عصاها بعد أن كانت العقيلية انتصاباً ودلالاً .. والموسية جمالاً .. وارتدت السواد حداداً .. بعد أن كان البياض لها شعاراً .. وحرمت على نفسها التزين والتعطر .. فأغلق عبده قعموس معطرته .. وشمع أبو خمج ملاقيه على محلبها واللباب .. وآراق المقبعي جراره من العتمة والشوب .. وجفت جرار حسينة بعد ندى وشاشها الذي يغطي أفواهها بعد نقاء
وخرجن الحامديات والشاعريات والأسلميات والمنجحيات والعتوديات والشقيقيات .. يندبن نشوز أمهن .. وفراق وضياع مجدهن .. لكنه نشوز بلا فرقة أو تعليق .. وخرج لخروجهن من الأعيان والرجال.
الناهض واليحياوي والخواجي والسوادي وأبو سارحة وباصمد والطوري والجهني والدوسري والبيشي والرباط والشريف وحمادي وجياد وجادي والصبي شادي .. وأقفل يحيى عمادي مصبغته .. والعمات من النخل جفت منهن والعناقيد المثعكلات وتجعدت خرصانهن والشيلات .. بعد أن كن باسقات لها طلعٍ نضيد .. و ولعت الدني كما تقول فيروز فاستوطن الخراب ورحل الصلاح والإصلاح فأنضوى منها البحر والحرف من شمالها إنطمر .. وجفت الحشافه والتربة في شرقيها استوى جودييها مع مواجير البحر والخرماء وعصيره
 
ليس من المبالغه أو جريآ وراء السجع إذا قلت مواجير البحر في شرقيها نعم
فإن مكسراً ( اللعث ) قريباً من التربة شرق مخطط الجربوع حالياً على بعد 2 كيلآ مما يعني أن البحر كان يوماً من الأيام حيث المدينة الآن ولا تستغربوا إذا قلت أننا كنا نجوب في القوارب بداخل المدينة كما تمرون بالسيارة الصغيرة
معذرة للمعلومية اللعث مادة لحمية نستخرجها من المحار والقمقم فيؤخذ الظفر فيجفف فيدخل في صناعة الطيب أو الخشرة .. والخشرة عربية لقوله صلى الله عليه وسلم : ((حتى تحتد المغيبة وتختشر الشاعث))
معذرة أيها الأخوان لازال الماضي ماثلاً كما هي الليالي حبالى .. فإين العلماء من آل سرحان .. وأين السادة من آل خرشان .. وأين البكامى من آل مطمي .. لم يكونوا بكماً ولا صماً .. كانوا أفصح الناس لساناً وأوضحهم بياناً وأشهرهم جمالاً وأشدهم استنكافاً
فيا أيها الأقوام من الأجداث انهضوا واستعلموا من لحق بكم من ذرياتكم
إن لم تزر أرواحنا أرواحكم وأسشهدوهم .. هل حقاً رأيتم إرم ذات العماد .. أم قام في القحمة منادٍ .. فاستعصت على المستحيلات قناته فكان الخل الوفي وقال لاغول ولا عنقاء ولا مستحيل مع عزم الرجال
أين حاملي الأثقال والمهام .. أين هجام ودابي وكوكو وابن امهاني وعلي شيخ وبلقاسم ؟
أين المرواس والبروسي والكرباس وأين الدقل والقلمي والعلم أين الناخوذة والربان أين الصغير والطحان أعلام ومهام اندثرت أو كادت أن تندثر
فيا مدينتي ويا أمي ويا جدتي لاتقولي وامصيبتي والعزاء ليته بغيرك بدا
وإنما قولي الحمد لله الذي وفى وأوفى وله الحمد في الآخرة والأولى .. فأنت اليوم قد بزغ نجمك منذ قيام راية التوحيد على أرضك ولم تعودي يائساً أو من القواعد فأنت اليوم حاضرة البحر ومدينة الزهر يعانق بحرها الجبل والدرفيل يباري الدقل وحمل راية الإصلاح أمير السكينة والوقار وأعلن انقشاع ثوب الاندثار وبدء سلسلة الأعمال وفي مقدمتها الميناء فأخصبت الخسعة وهي الخصبة وانتدى لنداها القرن الأفريقي
هذه لوحتي في يوم فرحتي // كتبت بتاريخ /2/3/ 1431هـ
للأستاذ / حمدان الطوري ( أبو أكرم )

هناك تعليق واحد:

  1. مع جزيل شكري وتقديري للاستاذ حمدان الطوري .. الذي أبدع في مقاله هذا وربط الماضي بالحاضر والمستقبل
    إلا أن القحمة تشكل ماض عريق .. حاضر مريض .. وللأمانه .. لا أرى مستقبل مشرق
    مهنة الصيد تم التضييق على أصحابها بشتى الطرق والوسائل .. وآخرها مافعل بعض الضباط من إجراءات تعسفية ضد الصيادين بسبب مسرحية أقاموها في حفل بغرض نقد هادف .. ولكن بنظرتهم .. إما أن تكون معنا فـ تمجدنا وتبجلنا .. أو فـ أنت ضدنا .. لا توجد مساحة من الحرية .. برغم الإبداع في المسرحية التي أظهرت واقع يعيشه الصيادين في قالب فكاهي ساخر .. ونقد هادف بناء
    ولن أنسى الفرص الوظيفية التي تتاح في بعض المشاريع التي تقام في القحمة .. أو بعض المؤسسات الخاصه والحكومية .. والتي من المفترض أن تقضي على البطالة "المنتشرة" في القحمة .. إلا أننا نرى هذه الوظائف توزع على أقارب ذوي السلطة فيها .. وهم دائماً ليسوا من أبناء القحمة
    إذا القحمة ماضي .. لا يوجد حاضر .. ولا أرى مستقبل
    إلا بتحرك جاد من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد حفظه الله ورعاه .. الذي وأقولها بكل ألم .. لم نره في القحمة منذ تنصيبه أميراً لمنطقة عسير سوى مرة واحده .. وكانت في ختام المهرجان الذي أقيم في القحمة للمره الأولى والوحيدة "الشائعات تقول أنه من المفترض أن يستمر لمدة 3 أو 5 أعوام والله أعلم"
    فـ لك استاذي "أبو أكرم" كل الشكر والتقدير
    يجب أن نعيش الواقع ونتفائل بالمستقبل .. ولكن لا يجب علينا أن ننكر الواقع ونفرط بالتفائل في المستقبل

    ردحذف