إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

02‏/02‏/2011

عبده خال .. يكتب في القحمة

القحمة يا أمير فيصل !


عبده خال

 
عندما يتحرك المال من غير فكر يخلف مشاكل (عويصة)، وهذا ما فعلته أموال الطفرة في بلادنا، أموال انصبت صبا وكان لها أن تقيم مدنا حضارية في كل مكان، لكن المخطط لم يستوعب تحولات المستقبل، وبسبب ذلك تم استقطاب كل سكان البلد في ثلاث أو أربع مدن رئيسة، فهجر المزارعون زراعتهم وأراضيهم وترك البحارة شباك صيدهم والحرفيون حرفهم، وانتقلوا إلى المدن الكبيرة، ما خلق تكدسا وعطالة و(حوسة) نعيشها اليوم.
فماتت حرف الزراعة والرعي والصيد و(عد زي ما تبغى)..
ومن الأماكن التي ماتت ميناء القحمة، وهو ميناء تابع لمحافظة محايل عسير، وهي محافظة تهامية، ولمن لا يعرف ميناء القحمة نقول إنه ميناء قديم جدا كان يستخدمه أهالي عسير والباحة في تصدير منتجاتهم واستقبال تجارتهم وما يحتاجونه من سلع (ويمكن الاستزادة لمعرفة أهمية هذا الميناء بسؤال العم قوقل ليخبركم عنه).. المهم أن هذا الميناء كان حاضرا عبر التاريخ، لكنه مات وما زال محتفظا بجثامينه التي تساقطت من سفن ومرسى قديم وذكريات عامرة تتحسف على هجران هذا الميناء.
ولأننا بتنا نلحظ عدم تنفيذ كثير من المشاريع التي صدرت بها أوامر سامية، بسبب تقاعس الجهات الموجه إليها تلك الأوامر، أو لعدم وجود متابعة لما يصدر من قرارات والتأكد من تنفيذها، سأخبركم أنه صدر توجيه من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ــ طيب الله ثراه ــ في عام 1351 بافتتاح العديد من الموانئ على البحر الأحمر، ومن ضمنها ميناء القحمة التابع لمحايل عسير.. هل تصدقون.؟، أي منذ ثمانين سنة، ولكي لا يكون الأمر مختلطا، فقد كان الميناء يعمل وفق إمكانيات بسيطة، وجاء قرار الملك عبد العزيز ــ رحمه الله ــ بجعله ميناء متكاملا، لكنه لم يعد ميناء أصلا..
وبعيدا عن التاريخ، علينا أن ننظر إلى ما يحدث الآن، ففي ظل احتياج منطقة عسير لهذا الميناء وإقرار إقامته لأسباب اقتصادية واجتماعية ما زال أمر الميناء معلقا..
ونعلم تأكيدات الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير على أهمية وجود ميناء القحمة أو إحيائه لكون الميناء سيحقق مردودا وعائدا على المنطقة في شتى المجالات، ولا سيما الأمنية والاقتصادية والتنموية، وإسهامه في الارتقاء بالخدمات البحرية في المملكة، وكذلك امتصاصه لجزء من البطالة، إلا أن كل الحماسات التي ظهرت أيضا من المؤسسة العامة للموانئ لم تحرك المشروع للأمام، وكل الخشية أن تذهب دراسة وتاتي لجنة (ثمانين سنة أخرى)، والميناء يرقد ميتا كما يليق بالجثث التي لا تعود للحياة.

abdookhal2@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

  1. نص ردي في موقع صحيفة عكاظ على مقال الاستاذ الكاتب عبده خال :

    " يعطيك العافية استاذ عبده خال .. كاتب رائع وأكن لك كل التقدير والإحترام .. وأحد متابعيك منذ تعلمت القراءة
    القحمة مسلوبة من كل شي "تقريباً" وليس فقط الميناء هو الذي لم ينفذ .. بل أشياء أخرى كثيرة .. إما لا يتم تنفيذها .. أو يتم نقلها لمناطق أخرى .. أو تنفذ بشكل بدائي وركيك والباقي في الجيوب !! الفساد مو بس في جدة
    القحمة أصبحت مدينة عسكرية .. حتى الشواطئ تم إحتلالها من قبل خفر السواحل .. حتى صيادي السمك تم التضييق عليهم .. لم يعد يوجد ما نعيش لأجله في القحمة .. اللهم حب الأرض التي ولدنا عليها "

    ردحذف